الدعاء المُستجاب الدعاء من أنواع العبادة والأساس الذي تقوم عليها، وهو من وسائل التخاطب بين العبد وربه، حيث يلجأ العبد إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء في جميع الأوقات، سواءً في الشدة أم في الرخاء، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الدعاء في القرآن الكريم في مواضع كثيرةٍ، وحثّ عليه، وأمر عباده بأن يلتزموا بعدّة شروطٍ كي يكون دعاؤهم مستجاباً، كما حثّ الرسول عليه الصلاة والسلام بضرورة الدعاء، والطلب من الله تعالى في كلّ وقتٍ وحين؛ لأنّ الله يحبّ العبد اللحوح، الذي يُكثر من الدعاء، ويقول جلّ وعلا في محكم التنزيل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]، ومن المعروف أنّ الدعاء يردّ القدر بأمر الله تعالى، ويدفع البلايا، ويشفي المريض، ويقرّب البعيد، ويوسّع الرزق، ويحقّق الأمنيات المعلّقة، وكي يكون الدعاء مٍُستجاباً، يجب أن تتحقّق فيه شروط الدعاء.
من الأشخاص الذين يستجيب الله دعاءهم: دعاء الأب لولده وعلى ولده، ودعوة المظلوم على من ظلمه، ودعوة الأم لأبنائها، ودعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء وليّ الأمر، ودعوة الأولياء الصالحين، ومن المعروف أنّ الله تعالى لا يردّ يد العبد صفراً، وإنّما يستجيب له، أو يدفع عنه من البلاء بمقدار ما دعا، أو يؤخّر الإجابة إلى يوم القيامة.
شروط الدعاء المُستجاب - استحضار القلب والعقل والجوارح أثناء الدعاء، والطلب من الله تعالى ودعائه بحضورٍ كاملٍ وتركيزٍ كبيرٍ، يليق بالخطاب بين العبد وربه.
- اليقين بالإجابة، وحُسن الظنّ بالله تعالى، وعدم استعجال الإجابة بالقول أنّ الله تعالى لم يستجب، مهما تأخرت إجابة الدعاء.
- عدم التكلّف أثناء الدعاء، وأن يكون الدعاء بكلماتٍ خارجةٍ من القلب، كما يجوز الدعاء بأدعية الانبياء عليهم الصلاة والسلام، مثل: دعاء سيدنا يونس عليه السلام (لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين)، ودعاء سيدنا أيوب عليه السلام (أنّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، وغيرها من الأدعية المأثورة التي وردت على لسان الأنبياء عليهم السلام.
- البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، والانتهاء بنفس الطريقة.
- التأكد من أنّ المأكل والملبس والمال الذي في يد الداعي كلّه من مصدرٍ حلال، لأنّ الله تعالى لا يستجيب لمن يأكل الحرام.
- تخيّر الأوقات والمناسبات الشريفة التي يستجيب الله تعالى فيها الدعاء، مثل: الثلث الأخير من الليل، ويوم عرفة، وفي ليلة القدر، وفي شهر رمضان المبارك، ووقت إفطار الصائم، وساعةٍ من يوم الجمعة، ويقال أنّها آخر ساعةٍ قبل غروب شمس يوم الجمعة، ووقت زحف الصفوف في سبيل الله، ووقت نزول المطر، والدعاء في السجود.
- تجنب الدعاء في قطيعة رحمٍ أو إثمٍ، وعدم الدعاء إلّا بالخير.
- رفع اليدين بالدعاء، والتأدب في حضرة الله سبحانه وتعالى.
- الإلحاح في الدعاء، وعدم اليأس أبداً أو القنوط من الإجابة.